نوادر و طرائف البخلاء .... ؟؟؟؟

ما المضحك في البخيل ؟
المضحك فيه وقوعه في اسر ما يملك . واضفاؤه على بعض الاشياء قيمة ومعنى ليسا لها في الاصل . واضطراب
علاقته بنفسه وبالأخرين . فالأنسان في هذا العالم موجود لكي ياخذ ويعطي . ولكي يكسب وينفق . أما البخيل
فقد اخذ ذات يوم وقرر ألا يعطي ! وكسب وأبى ان ينفق ‍! فالدرهم بالنسبة اليه لم يعد يعادل ما يمكن أن نشتريه به
رغيفا أو تفاحة مثلا . بل اضحى يعادل نفسه . الدرهم مهم لأنه درهم . وليس لانه يساوي هذا او ذاك من الاشياء
لقد تحولت الوسيلة هنا الى غاية . وباتت متعة البخيل تنحصر في مشاهدة ماله الجامد الذي يعمل بكل ما اوتي من
قوة وحيلة كي يمنعه من ان يسيل . فالمال لدى بعض البخلاء شى لايجوز انفاقه الا في حالة الضرورة القصوى .
وحتى في هذه الحالة قد يأبى هولأء انفاق المال, فيصبرون على الجوع والمرض وييقاومون بضراوة الحالات التي
تضطرهم للانفاق . فلا ينفقون الا اذا عيل صبرهم , واندحروا امام الحاح الحاجة القاهرة . ان علاقة البخيل بماله
وثروته قد تبلغ في بعض الاحيان درجة العبادة والتقديس , ويبدو أحيانا وكأن أعصاب جسم البخيل قد استطالت حتى
اتصلت بما يملك , فهو يتألم ويتأذى اذا مس ماله كما يتألم ويتأذى اذا مس أي عضو من اعضائه. وانه لأهون عليه
أن يسيل دمه من أن تسيل يده بالعطاء حتى الى أقرب المقربين اليه. ولعل أكثر مشاهد البخل أضحاكاً هي تلك
التي يصطدم فيها البخيل بصديق أو قريب محتاج , أو بضيف أو بمتسول أو بأي أحد اخر قد يلزمه بمد يده الى جيبه أو
الى خزانته . انه في مثل هذه الحاله لايتورع عن أن ينافق ويكذب ويحتال ويراوغ . وعندما يفشل في ذلك فقد يضرب
سائله
كما لو انه عدوه أو قد يفر هاربا منه.ولقد اضحكنا التاريخ من امراء ، وو
وزراء ، و تجار ، و كتاب ، و شعراء ، و فلاسفة ، و قادة كبار ، لانهم كانوا
مصابين الى هذا الحد او ذاك بمرض البخل . لقد اعجبتنا اعمالهم و انجازاتهم
الباهرة
التي قاموا بها ، و لكن ذلك لم يمنعنا من ان نضحك لدى رؤيتهم
يضعفون و يضطربون امام الدرهم و الدينار و في هذ المقتطفات نستعرض صنوفاً
شتى من البخلاء فنروي اخبارهم ، و نحلل نفسياتهم ، و نعرض طريقة تفكيرهم
بالأمور
، و لقد رأيت ان نختم هذه المقدمة السريعة بفقرتين

يقول
الجاحظ على لسان احد البخلاء المحترفين مفلسفا عملية الادخار : (( يا قوم ،
لا تحقروا صغار الامور ، فأن اول كل صغير كبير ، و متى شاء الله ان يعظم
صغيراً عظمهُ ، و ان يكثرَ قليلاً كثرهُ . و هل بيوت الاموال الا درهمٌ الى
درهم ؟
و هل الذهب الا قيراط الى جنب قيراط ؟ او ليس كذلك ؟
و
لنسمع البخيل في الفقرة التالية مناجياً الدرهم : (( كم من ارضٍ قد قطعت ، و
كم من كيس قد فارقت ، و كم من خامل قد رفعت ، وكم من رفيع قد اخملت ، لك
عندي الا تعرى و لا تضحى ! )) .

(( الدهر أعرض ))

قيلَ لخالد بن صفوان و كان ثريا بخيلا : لمَ لا تنفق و مالك عريض ؟
فأجاب : الدهر أعرض منه!

(( رغيف أم عروس ))

وقف
سائل بباب بخيل يطلب احسانا فقال له البخيل : السيدات لسن في المنزل .
يرزقك الله فرد السائل : انني أسألك رغيفاً ، و ليس عروساً !