قبس من أخلاق النبي ـ الشجاعة ـ
صفحة 1 من اصل 1
قبس من أخلاق النبي ـ الشجاعة ـ
كان رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ أحسن الناس سمتاً وعشرة ، وأكملهم
أدبا وخُلُقاً ، وقد وصفه الله سبحانه بذلك فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) ، فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، شهد له بذلك
القاصي والداني ، والعدو والصديق ، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق سمة بارزة في
قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعله وسيرته .
وقد سئلت أم المؤمنين
عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أخلاق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت
: ( كان خلقه القرآن )(أحمد) ، وتريد بذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان
في مسلكه الخُلُقي محققاً لأدب القرآن في كل ما أحبه الله من الصفات
الطيبة والأخلاق العظيمة ..
ومِن ذلك أن الله تعالى أمر بالوفاء
بالعهد فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفى الناس بعهده ، وأمر بالتواضع فكان
أكرم الخلق تواضعاً ، وأمر بالعبادة فكان أكثر العباد إقبالاً على العبادة
، وحث على الشجاعة فكان أشجع البشر ، وحبب للمؤمنين الصفح والعفو فكان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أعفى الخلق وأصفحهم ، وحض على الرحمة والبر فلا يُعرف
من يدانيه رحمة وبراً..
وهكذا كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يترجم بفعله
أكرم الأخلاق التي رغب الله فيها عباده الصالحين ، فعن أبي هريرة ـ رضي
الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنما بعثت لأتمم
مكارم الأخلاق )(أحمد) .
فتثبيت الفضائل الخلقية وغرسها في البشرية كان بمثابة الهدف الأعلى لرسالته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ..
الشجاعة المحمدية :
الشجاعة
خلق فاضل ووصف كريم ، لا سيما إذا كانت في العقل والقلب ، وفي الناحيتين
المعنوية والحسية على السواء ، وصاحبها من أهل الإيمان والعلم ، وقد كان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ مثلاً أعلى في الشجاعة كلها .
وقد تجلت شجاعته
المعنوية في وقوفه بدعوته الربانية في وجه الكفر وأهله ، إذ كان العالم حين
بُعِث ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد انصرف عن طريق الله ، وغرق في بحر من
المعاصي والآثام والشرك ، فثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على دعوته
يحتمل في سبيلها أشد ألوان الأذى والبلاء .. وقد حاولت قريش معه مختلف
الوسائل من الاضطهاد والإيذاء ، والإغراء بالمال والنساء ، والزعامة والملك
، فلم يزدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ثباتاً على دينه ، وتصميماً
على إبلاغ دعوته ، حتى كتب الله له الفلاح والنصر ، وأظهر دينه على الدين
كله ..
أما شجاعته الحسية فعجب من العجب ، يشهد له بها أهل البطولة
، إذ كان من الشجاعة والقوة بالمكان الذي لا يجهل ، حضر المواقف والمعارك
الصعبة ، وفر عنه الأبطال والشجعان ، وهو ثابت لا يتزحزح ، ومُقْبِل لا
يدبر، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
.. قال علي ـ رضي الله عنه ـ : ( كنا إذا حمي البأس ، واحْمرَّت الحَدَق ،
اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما يكون أحد أقرب إلى العدو
منه )(أحمد) .
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة ،
فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد استبرأ
الخبر وهو على فرس لأبى طلحة عُرْي(مجرد من السرج) ، وفي عنقه السيف ، وهو
يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا .. )(البخاري)..
لم تراعوا ، لم تراعوا :
أي لا تخافوا ولا تفزعوا .. وفي ذلك بيان لشجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
حيث خرج قبل الناس وحده لمعرفة الأمر ليطمئنهم ..
والأمثلة
التطبيقية العملية من حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تدلل
على شجاعته وثباته كثيرة ، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقدم
أصحابه في الجهاد في سبيل الله ، وقد شج وجهه ، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه -
صلى الله عليه وسلم - يوم أحد .
وفي يوم حنين ثبت النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ في وجه الآلاف من هوازن ، بعد أن تفرق عنه الناس خوفا
واضطراباًً من الكمين المفاجئ الذي تعرضوا له .
ويصف البراء بن عازب ـ
رضي الله عنه ـ الموقف فيقول لرجل سأله : أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا
عمارة ؟ ، فقال : ( أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولَّى ،
ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر(من لا سلاح معهم) إلى هذا الحي من
هوازن وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل كأنها رِجْل(قطيع) من جراد
فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأبو سفيان
بن الحارث يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول : أنا النبي لا كذب ،
أنا ابن عبد المطلب ، اللهم نزِّل نصرك ) .
قال البراء : " كنا
والله إذا احمر البأس(الحرب) نتقى به ، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به .
يعنى النبي - صلى الله عليه وسلم - " (البخاري).
قال ابن كثير في تفسيره
بعد سياق هذا الحديث : " .. وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة ، أنه
في مثل هذا اليوم في حومة الوغى ، وقد انكشف عنه جيشه ، وهو مع هذا على
بغلة ، وليست سريعة الجري ، ولا تصلح لفر ولا كر ولا هرب ، وهو مع هذا
يركضها على وجوههم وينوه باسمه ، ليعرف من لم يعرفه - صلى الله عليه وسلم -
دائما إلى يوم الدين ، وما هذا كله إلا ثقة بالله ، وتوكلا عليه ، وعلما
منه بأنه سينصره ، ويتم ما أرسله له ، ويظهر دينه على سائر الأديان " .
وعن
جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( غزونا مع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه شوك) ، فنزل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِن أغصانها ، وتفرّق
الناس في الوادي يستظلون بالشجر .. قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : إِنَّ رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على
رأسي ، والسيف صَلْتا(مسلولا) في يده ، فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ ، قلت :
الله ، فشامَ السيف ( رده في غِمْده ) ، فها هو ذا جالِس ، ثم لم يعرِض له
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )(مسلم) .
قال ابن حجر في فتح الباري :
" وفي الحديث فرط شجاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقوة يقينه ، وصبره
على الأذى ، وحلمه عن الجهال " .
لقد كانت مواقف النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وأخلاقه مضرب المثل والقدوة ، فهو شجاع في موطن الشجاعة ، قوي
في موطن القوة ، عفو في موطن العفو ، رحيم رفيق في موطن الرحمة والرفق ،
فصلوات الله وسلامه عليه ..
أدبا وخُلُقاً ، وقد وصفه الله سبحانه بذلك فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) ، فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، شهد له بذلك
القاصي والداني ، والعدو والصديق ، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق سمة بارزة في
قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعله وسيرته .
وقد سئلت أم المؤمنين
عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أخلاق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت
: ( كان خلقه القرآن )(أحمد) ، وتريد بذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان
في مسلكه الخُلُقي محققاً لأدب القرآن في كل ما أحبه الله من الصفات
الطيبة والأخلاق العظيمة ..
ومِن ذلك أن الله تعالى أمر بالوفاء
بالعهد فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفى الناس بعهده ، وأمر بالتواضع فكان
أكرم الخلق تواضعاً ، وأمر بالعبادة فكان أكثر العباد إقبالاً على العبادة
، وحث على الشجاعة فكان أشجع البشر ، وحبب للمؤمنين الصفح والعفو فكان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أعفى الخلق وأصفحهم ، وحض على الرحمة والبر فلا يُعرف
من يدانيه رحمة وبراً..
وهكذا كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يترجم بفعله
أكرم الأخلاق التي رغب الله فيها عباده الصالحين ، فعن أبي هريرة ـ رضي
الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنما بعثت لأتمم
مكارم الأخلاق )(أحمد) .
فتثبيت الفضائل الخلقية وغرسها في البشرية كان بمثابة الهدف الأعلى لرسالته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ..
الشجاعة المحمدية :
الشجاعة
خلق فاضل ووصف كريم ، لا سيما إذا كانت في العقل والقلب ، وفي الناحيتين
المعنوية والحسية على السواء ، وصاحبها من أهل الإيمان والعلم ، وقد كان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ مثلاً أعلى في الشجاعة كلها .
وقد تجلت شجاعته
المعنوية في وقوفه بدعوته الربانية في وجه الكفر وأهله ، إذ كان العالم حين
بُعِث ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد انصرف عن طريق الله ، وغرق في بحر من
المعاصي والآثام والشرك ، فثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على دعوته
يحتمل في سبيلها أشد ألوان الأذى والبلاء .. وقد حاولت قريش معه مختلف
الوسائل من الاضطهاد والإيذاء ، والإغراء بالمال والنساء ، والزعامة والملك
، فلم يزدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ثباتاً على دينه ، وتصميماً
على إبلاغ دعوته ، حتى كتب الله له الفلاح والنصر ، وأظهر دينه على الدين
كله ..
أما شجاعته الحسية فعجب من العجب ، يشهد له بها أهل البطولة
، إذ كان من الشجاعة والقوة بالمكان الذي لا يجهل ، حضر المواقف والمعارك
الصعبة ، وفر عنه الأبطال والشجعان ، وهو ثابت لا يتزحزح ، ومُقْبِل لا
يدبر، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
.. قال علي ـ رضي الله عنه ـ : ( كنا إذا حمي البأس ، واحْمرَّت الحَدَق ،
اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما يكون أحد أقرب إلى العدو
منه )(أحمد) .
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة ،
فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد استبرأ
الخبر وهو على فرس لأبى طلحة عُرْي(مجرد من السرج) ، وفي عنقه السيف ، وهو
يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا .. )(البخاري)..
لم تراعوا ، لم تراعوا :
أي لا تخافوا ولا تفزعوا .. وفي ذلك بيان لشجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
حيث خرج قبل الناس وحده لمعرفة الأمر ليطمئنهم ..
والأمثلة
التطبيقية العملية من حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تدلل
على شجاعته وثباته كثيرة ، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقدم
أصحابه في الجهاد في سبيل الله ، وقد شج وجهه ، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه -
صلى الله عليه وسلم - يوم أحد .
وفي يوم حنين ثبت النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ في وجه الآلاف من هوازن ، بعد أن تفرق عنه الناس خوفا
واضطراباًً من الكمين المفاجئ الذي تعرضوا له .
ويصف البراء بن عازب ـ
رضي الله عنه ـ الموقف فيقول لرجل سأله : أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا
عمارة ؟ ، فقال : ( أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولَّى ،
ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر(من لا سلاح معهم) إلى هذا الحي من
هوازن وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل كأنها رِجْل(قطيع) من جراد
فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأبو سفيان
بن الحارث يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول : أنا النبي لا كذب ،
أنا ابن عبد المطلب ، اللهم نزِّل نصرك ) .
قال البراء : " كنا
والله إذا احمر البأس(الحرب) نتقى به ، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به .
يعنى النبي - صلى الله عليه وسلم - " (البخاري).
قال ابن كثير في تفسيره
بعد سياق هذا الحديث : " .. وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة ، أنه
في مثل هذا اليوم في حومة الوغى ، وقد انكشف عنه جيشه ، وهو مع هذا على
بغلة ، وليست سريعة الجري ، ولا تصلح لفر ولا كر ولا هرب ، وهو مع هذا
يركضها على وجوههم وينوه باسمه ، ليعرف من لم يعرفه - صلى الله عليه وسلم -
دائما إلى يوم الدين ، وما هذا كله إلا ثقة بالله ، وتوكلا عليه ، وعلما
منه بأنه سينصره ، ويتم ما أرسله له ، ويظهر دينه على سائر الأديان " .
وعن
جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( غزونا مع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه شوك) ، فنزل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِن أغصانها ، وتفرّق
الناس في الوادي يستظلون بالشجر .. قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : إِنَّ رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على
رأسي ، والسيف صَلْتا(مسلولا) في يده ، فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ ، قلت :
الله ، فشامَ السيف ( رده في غِمْده ) ، فها هو ذا جالِس ، ثم لم يعرِض له
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )(مسلم) .
قال ابن حجر في فتح الباري :
" وفي الحديث فرط شجاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقوة يقينه ، وصبره
على الأذى ، وحلمه عن الجهال " .
لقد كانت مواقف النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وأخلاقه مضرب المثل والقدوة ، فهو شجاع في موطن الشجاعة ، قوي
في موطن القوة ، عفو في موطن العفو ، رحيم رفيق في موطن الرحمة والرفق ،
فصلوات الله وسلامه عليه ..
saidou23- نائب المدير
- عدد المساهمات : 125
نقاط : 24195
تاريخ التسجيل : 24/09/2011
مواضيع مماثلة
» صفات النبي الشخصية
» حلم النبي صلى الله عليه وسلم
» قصة بكاء النبي (علية الصلاة والسلام )
» حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
» حلم النبي صلى الله عليه وسلم
» قصة بكاء النبي (علية الصلاة والسلام )
» حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى