حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
مظاهر رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفلت بها سيرته وحياته ،
وامتلأت بها سنته ، فرحم الصغير والكبير، والقريب والبعيد ، والمرأة
والضعيف ، واليتيم والفقير، والعمال والخدم، وجاء بشريعة كلها خير وعدل
ورحمة للعباد ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ }(الأنبياء:107) ..
ومن مواطن ومظاهر الرحمة إحسان
معاملة الخدم وإعطاؤهم حقوقهم ، وكانت سيرته وسنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير شاهد على معاملتهم معاملة إنسانيَة كريمة ، والشفقة عليهم ، والبر بهم ،
وعدم تكليفهم ما لا يطيقون من الأعمال ، والتواضع معهم ، بل جعلهم النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ إخوانا لمن يعملون عندهم ، فقال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ : (..إخوانكم خَوَلُكم(خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم ..)(البخاري) .
وحقوق الخدم والعمال في سنة وهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة ، منها :
المسارعة في إعطائهم أجرهم :
ألزم
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صاحب العمل أن يُوَفِّيَ العامل والخادم
أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو تأخير .. فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله
عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعط الأجير أجره
قبل أن يجف عرقه )(ابن ماجه) .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة :
رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى
منه ، ولم يعطه أجره )(البخاري) .
الحذر من إيذائهم :
حذر
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من إهانتهم أو ضربهم ، أو الدعاء عليهم ،
فعن أبى مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت أضرب غلاما لي ،
فسمعت مِنْ خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ..
فالتفتُ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : يا رسول الله
هو حر لوجه الله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما لو لم تفعل للفحتك
النار ـ أو لمستك النار ـ )(مسلم) .
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تدعُوا على أنفسكم ، ولا
تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خَدَمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا
توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاء فيستجيب لكم )(أبو
داود) .
الشفقة بهم :
من حقوق الخدم والعمال في سنة النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ عدم تكليفهم ما لا يطيقون من العمل ، والشفقة بهم ،
بل والإنفاق والتصدق عليهم ، ومساعدتهم فيما يكلفون من أعمال ..
عن أبي
ذر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : (..إخوانكم
خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ،
وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم
)(البخاري) .
وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أمر النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ بصدقة ، فقال رجل : عندي دينار ؟ قال : أنفقه على نفسك ،
قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال :
أنفقه على خادمك ، قال : إن عندي آخر ، قال أنت أبصر..)(ابن حبان) .
وقد
رغب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التواضع معهم ، فقد روى البخاري
في الأدب المفرد ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ
قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما استكبر من أكل معه
خادمه ..) ..
العفو :
مع ما قد يحصل من الخدم من بعض
المخالفات والأمور التي يستحق بعضهم أن يعاقب عليها ، كان شأنه وهديه ـ صلى
الله عليه وسلم ـ العفو والتجاوز .. فعن العباس بن جليد الحجري قال : سمعت
عبد الله بن عمرو يقول : ( جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال
يا رسول الله : كم نعفو عن الخادم؟ ، فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام فصمت ،
فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة )(أبو داود) .
ومعلوم
أن حياة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت تطبيقاً لأقواله ، ومن ثم فإن
أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تصف حاله مع خادمه فتقول : ( ما ضرب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قَطْ بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ،
إلا أن يجاهد في سبيل الله ..)(مسلم) .
وشهادة الخادم عن سيده
صادقة ودقيقة ، وخاصة من رجل كأنس ـ رضي الله عنه ـ ، الذي خدم النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ، ونقل عنه آلاف الأحاديث ، وكان معه كظله ، فما رأى منه
إلا حسن المعاملة والحلم والرفق ..
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : (
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني
يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي
الله - صلى الله عليه وسلم - .. قال : فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون
في السوق ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابض بقفاي من ورائي ،
فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك ، قلت : نعم أنا أذهب
يا رسول الله ..)(أبو داود) .
وعن ثابت عن أنس قال : ( خدمتُ النبي -
صلى الله عليه وسلم - عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل أمري كما يشتهى
صاحبي أن أكون عليه ، ما قال لي فيها أف قط ، وما قال لي لم فعلتَ هذا ، أو
ألَّا فعلت هذا )(أبو داود)..
وقد امتد اهتمام النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ بالخدم ليشمل غير المؤمنين به ، كما فعل مع الغلام اليهودي
الذي كان يعمل عنده خادماً .
عن زيد عن ثابت عن أنس : قال : ( كان غلام
يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض ، فأتاه يعوده ، فقعد عند
رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم ،
فأسلم ، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول : الحمد لله الذي
أنقذه من النار )(البخاري) ..
لقد أصَّل النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ للعمال والخدم من الحقوق ، وشرع لهم من الآداب ما يتناسب مع
إنسانيتهم والرحمة بهم ، في زمنٍ لم يكن يعرف غير الظلم والقهر ، ولا شك
أنه كلما سعى المخدوم في تحقيقها نال مراده من العامل أو الخادم على أكمل
وجه ، فراحة الخادم والمخدوم ـ بل والبشرية جمعاء ـ في اتباع أوامر وهدي
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
وامتلأت بها سنته ، فرحم الصغير والكبير، والقريب والبعيد ، والمرأة
والضعيف ، واليتيم والفقير، والعمال والخدم، وجاء بشريعة كلها خير وعدل
ورحمة للعباد ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ }(الأنبياء:107) ..
ومن مواطن ومظاهر الرحمة إحسان
معاملة الخدم وإعطاؤهم حقوقهم ، وكانت سيرته وسنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير شاهد على معاملتهم معاملة إنسانيَة كريمة ، والشفقة عليهم ، والبر بهم ،
وعدم تكليفهم ما لا يطيقون من الأعمال ، والتواضع معهم ، بل جعلهم النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ إخوانا لمن يعملون عندهم ، فقال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ : (..إخوانكم خَوَلُكم(خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم ..)(البخاري) .
وحقوق الخدم والعمال في سنة وهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة ، منها :
المسارعة في إعطائهم أجرهم :
ألزم
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صاحب العمل أن يُوَفِّيَ العامل والخادم
أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو تأخير .. فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله
عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعط الأجير أجره
قبل أن يجف عرقه )(ابن ماجه) .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة :
رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى
منه ، ولم يعطه أجره )(البخاري) .
الحذر من إيذائهم :
حذر
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من إهانتهم أو ضربهم ، أو الدعاء عليهم ،
فعن أبى مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كنت أضرب غلاما لي ،
فسمعت مِنْ خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ..
فالتفتُ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : يا رسول الله
هو حر لوجه الله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما لو لم تفعل للفحتك
النار ـ أو لمستك النار ـ )(مسلم) .
وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تدعُوا على أنفسكم ، ولا
تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خَدَمكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا
توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاء فيستجيب لكم )(أبو
داود) .
الشفقة بهم :
من حقوق الخدم والعمال في سنة النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ عدم تكليفهم ما لا يطيقون من العمل ، والشفقة بهم ،
بل والإنفاق والتصدق عليهم ، ومساعدتهم فيما يكلفون من أعمال ..
عن أبي
ذر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : (..إخوانكم
خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ،
وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم
)(البخاري) .
وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أمر النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ بصدقة ، فقال رجل : عندي دينار ؟ قال : أنفقه على نفسك ،
قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال :
أنفقه على خادمك ، قال : إن عندي آخر ، قال أنت أبصر..)(ابن حبان) .
وقد
رغب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التواضع معهم ، فقد روى البخاري
في الأدب المفرد ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ
قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما استكبر من أكل معه
خادمه ..) ..
العفو :
مع ما قد يحصل من الخدم من بعض
المخالفات والأمور التي يستحق بعضهم أن يعاقب عليها ، كان شأنه وهديه ـ صلى
الله عليه وسلم ـ العفو والتجاوز .. فعن العباس بن جليد الحجري قال : سمعت
عبد الله بن عمرو يقول : ( جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال
يا رسول الله : كم نعفو عن الخادم؟ ، فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام فصمت ،
فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة )(أبو داود) .
ومعلوم
أن حياة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت تطبيقاً لأقواله ، ومن ثم فإن
أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تصف حاله مع خادمه فتقول : ( ما ضرب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قَطْ بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ،
إلا أن يجاهد في سبيل الله ..)(مسلم) .
وشهادة الخادم عن سيده
صادقة ودقيقة ، وخاصة من رجل كأنس ـ رضي الله عنه ـ ، الذي خدم النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ، ونقل عنه آلاف الأحاديث ، وكان معه كظله ، فما رأى منه
إلا حسن المعاملة والحلم والرفق ..
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : (
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني
يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي
الله - صلى الله عليه وسلم - .. قال : فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون
في السوق ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابض بقفاي من ورائي ،
فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك ، قلت : نعم أنا أذهب
يا رسول الله ..)(أبو داود) .
وعن ثابت عن أنس قال : ( خدمتُ النبي -
صلى الله عليه وسلم - عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل أمري كما يشتهى
صاحبي أن أكون عليه ، ما قال لي فيها أف قط ، وما قال لي لم فعلتَ هذا ، أو
ألَّا فعلت هذا )(أبو داود)..
وقد امتد اهتمام النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ بالخدم ليشمل غير المؤمنين به ، كما فعل مع الغلام اليهودي
الذي كان يعمل عنده خادماً .
عن زيد عن ثابت عن أنس : قال : ( كان غلام
يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض ، فأتاه يعوده ، فقعد عند
رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم ،
فأسلم ، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول : الحمد لله الذي
أنقذه من النار )(البخاري) ..
لقد أصَّل النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ للعمال والخدم من الحقوق ، وشرع لهم من الآداب ما يتناسب مع
إنسانيتهم والرحمة بهم ، في زمنٍ لم يكن يعرف غير الظلم والقهر ، ولا شك
أنه كلما سعى المخدوم في تحقيقها نال مراده من العامل أو الخادم على أكمل
وجه ، فراحة الخادم والمخدوم ـ بل والبشرية جمعاء ـ في اتباع أوامر وهدي
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
saidou23- نائب المدير
- عدد المساهمات : 125
نقاط : 24195
تاريخ التسجيل : 24/09/2011
مواضيع مماثلة
» حلم النبي صلى الله عليه وسلم
» المثل الأعلى والأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم
» صور قبر المختار الثقفي صلاوات الله عليه ناصر الحسين عليه افضل السلام
» قبس من أخلاق النبي ـ الشجاعة ـ
» قصة بكاء النبي (علية الصلاة والسلام )
» المثل الأعلى والأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم
» صور قبر المختار الثقفي صلاوات الله عليه ناصر الحسين عليه افضل السلام
» قبس من أخلاق النبي ـ الشجاعة ـ
» قصة بكاء النبي (علية الصلاة والسلام )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى